
بلا خوف في الدينونة
نُبذة
إن التفكير في يوم الدينونة يثير الخوف في قلوب الكثير من الناس. كيف يمكننا التأكد من أننا سوف نجتاز بأمان ذلك اليوم الأخير من الحساب؟ قال الله بإنه سيعطينا محامٍ - شخص ما يتوسط لنا في الدينونة كما يدافع المحامي عن قضيتنا في محكمة أرضية. يُعرّفنا هذا الكتيب بهذا المحامي، ويُعلمنا كيف نمتلك الثقة عندما نفكر في الدينونة القادمة.
النوع
كُتيِّب
الناشر
Sharing Hope Publications
متوفر في
21 ٩٥ لغة
الصفحات
6
غادرت غرفتي في الفندق في صباح أحد الأيام لحضور اجتماع مهم. كنت أقود سيارتي بسرعة تفوق الحدّ الأقصى للسرعة المسموح به لأنني كنتُ متأخراً. بينما كنتُ في منتصف الطريق إلى وجهتي، أوقفني ضابط شرطة وأخبرني بوجوب ذهابي إلى مركز الشرطة! شعرتُ بالتوتر الشديد والعجز لأنني كنتُ أعلم بأنني مذنب.
فتح ضابط الشرطة ملفّ قضية ضدّي، ثم تمّ اقتيادي إلى المحكمة القريبة للاستدعاء. حدث وأن صادفتُ هناك صديقاً يعمل كمحامٍ. فوجئ برؤيتي. حين شرحتُ له وضعي، قال لي: ”لا تقلق. سأتولّى قضيتك.“ لقد كنتُ مسروراً جداً. سيكون صديقي الخاص هو المحامي في قضيتي!
أصدر القاضي الحد الأدنى من الغرامة لأن صديقي تدخل للدفاع عني. غادرتُ المحكمة وأنا أرفع الشكر والحمد لله.
إنه لأمرٌ مرعبٌ حقاً أن تقف أمام قاضٍ أرضي. لكن هذا الأمر هو لا شيء مقارنة بما سيكون عليه الأمر عند الوقوف أمام الله في يوم الحساب العظيم. لو أن هذا اليوم هو غداً، فهل ستكون مُستعداً له؟
الاستعداد للدينونة
يستجيب بعض الناس للدينونة القادمة بأسلوب غير مُبالٍ. فهُم يحتسون المشروبات الكحولية، ويدخنون، ويقامرون، ويترددون إلى النوادي الليلة، ويشاهدون فيديوهات سيئة. قد يعرفون أن كل هذه الأمور يتم تدوينها في سجلات السماء؛ ولكنهم محاصرون بأوهام الشيطان. إنهم لا يهتمون.
يستجيب البعض الآخر بخوفٍ شديد. إذ أنهم لا يجرؤون على تفويت صلاة واحدة. فَهُمْ يُفكرون كثيراً جداً بعذاب القبر ونار الجحيم لدرجة أنهم ينسون محبة الله ولطفه.
لكن، مثلما كان لديَّ محامٍ في محكمة القانون، فإن الله قد وفّر محامٍ سيساعدنا على اجتياز الدينونة. لا يجب عليك أن تكون بمفردك!
مَن هو مُحامينا؟
إن فكرة المحامي هي ليست بجديدة. يزور آلاف الحُجّاج سنوياً الأضرحة الموجودة في شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا. الكثير من الناس يُصلّون عند قبور القادة العِظام، مُعتقدين أنهم سيحامون عنهم.
من الجيد احترام هؤلاء القادة العِظام؛ لكن الصلاة لهم أو طلب شفاعتهم هو حرامٌ بكل معنى الكلمة. إنهم أمواتٌ، ولا يستطيعون فعل أي شيءٍ
من أجلك. حتى الأنبياء هُم أمواتٌ في قبورهم، في انتظار يوم القيامة.
على الرغم أنه من الحرام أن نطلب من الموتى أن يتشفعوا لأجلنا، إلا أن فكرة الشفاعة ذاتها هي فكرة صحيحة. لكن، شفاعة مَنْ هي المقبولة لدى الله؟ لا بُدّ أن يكون الشفيع:
.١ على قيد الحياة – لأن الموتى لا يستطيعون التحدث نيابة عنّا.
.٢ بلا خطية – لأن الشخص المحكوم عليه بالقانون لا يستطيع أن يدافع عن الآخرين.
مَنْ هو الشخص الذي يتوفر فيه هذان الشرطان؟ لا يوجد سوى يسوع المسيح الحبيب – المعروف أيضاً باِسم عيسى المسيح – إذ أنه الحيّ في السماء وبلا خطية تماماً.
فكِّر في الأمر. هل هناك أي شخصٍ آخر يمكنه أن يدّعي بأنه بلا خطية؟ آدم أكل الثمرة المُحرّمة، ونوح سَكِرَ بالخمر، وإبراهيم نطق بالكذب، وموسى قتل رجلاً، وداود سرق زوجة رجلٍ آخر. لن تجد نبيّاً واحداً لم يرتكب خطأ واحداً أو لم يضطر أبداً إلى طلب الغفران.
لكنّ يسوع المسيح لم يرتكب أية خطية مطلقاً. فقد صرّح بنفسه، قائلاً: ’’الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.‘‘ (بشارة الإنجيل بحسب يوحنا ٢٩:٨).
مواجهة الدينونة بسلام
يسوع المسيح هو حي في السماء، وهو بلا خطية تماماً. إنه مستعد للدفاع عنك وعنّي. وسيعود قريباً جداً.
إن كان سيعود ثانية، فهذا يعني بأن يسوع المسيح هو آخر نبيّ. نعم، وأكثر من مجرّد نبيّ؛ إنه مُحامينا، وسيّدنا وسلامنا في يوم الحساب. لقد أخبرنا التالي: ’’اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ.‘‘ (بشارة الإنجيل بحسب يوحنا ٥١:٨).
السَّيد المسيح ليس ميّتاً؛ بل إنه حيٌّ! إنه يبني جماعته على الأرض، حتى في هذه اللحظة. إنه يدعو أحياناً بعض الناس إلى جماعته من خلال ظهوره لهم في الأحلام كرَجُلٍ بملابس بيضاء، أو من خلال تقديمه المعجزات لنا حين نصلي إلى الله باِسمه.
هل تريد أن يكون لديك سلامٌ في يوم الحساب؟ اعترف بإيمانك بيسوع المسيح. لماذا نضع ثقتنا في أولئك الذين ماتوا ولا يعرفون كيف سيكون أجرهم في يوم الحساب؟ يسوع واثقٌ من مكانته في السماء. هو سيساعدنا تماماً مثل صديقي المحامي في قاعة المحكمة.
قد تتساءل عمّا إذا كان هذا الأمر الرائع هو أمرٌ حقيقي. قال يسوع المسيح: ’’إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ‘‘ (بشارة الإنجيل بحسب يوحنا ١٤:١٤). جرِّب ذلك لتتحقق من صحّة ما أقوله لك. إن كان لدى يسوع الآن السُلطة الكافية لتلبية الاحتياجات الطارئة في الحياة، فيُمكن بكل تأكيد الوثوق به ليكون محامينا. اِرفع صلاتك بقلبٍ صادق إلى الله باِسم يسوع، وانظر ما سيحدث. يمكنك ترديد الصلاة التالية:
يا رب، أود أن أعرف ما إذا كان يسوع هو حقّاً الشخص الذي عيّنته ليكون محامينا في الدينونة. إذا كان الأمر كذلك حقّاً، فأرجوك أن تستجيب لصلاتي بشأن (أدخل حاجتك هنا). أطلبُ هذا باِسم يسوع المسيح. آمين.
إن كُنتَ ترغب في معرفة المزيد عن كيفية اِتّباع يسوع المسيح، فالرجاء الاتصال بنا من خلال المعلومات المتوفرة على ظهر هذه الورقة.
الآيات مُقتبسة من الكتاب المقدس – المترجم من اللغات الأصلية – دار الكتاب المقدس بمصر – © ٢٠٠٧ جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر.
اِشترك للحصول على رسالتنا الإخبارية
كُن أول من يعلم حين تتوفر منشورات جديدة!

المنشورات المُميَّزة
© 2023 Sharing Hope Publications