
كيف تُفكِّر لنفسِك
نُبذة
تنبأ أنبياء الله بشأن قوة دينية خطيرة، تمَّ وصفها بالاسم الرمزي: ’’بابل‘‘. وفقاً للنبوة، فإن هذه القوة ستحاول إجبارنا على العبادة الباطلة وإغرائنا بها. الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها أن نجد الأمان هي بأن نُفكِّر لأنفسنا ونحافظ على ولائنا التام لكلمة الله الموحى بها. يُخبرنا هذا الكُتيِّب عن كيفية تدريب عقولنا حتى نكون حكماء ومؤمنين عميقي التفكير في أوقات الأزمات العالمية.
النوع
كُتيِّب
الناشر
Sharing Hope Publications
متوفر في
21 ٩٥ لغة
الصفحات
6
كُنا قد وصلنا للتو إلى قمة جونونج داتوك بعد تَسَلُّقِنا لفترة طويلة. جلستُ مع صديقي الجديد آدزاك للاستمتاع بالمنظر. لم يمضِ من الوقت الكثير حتى تحوّل حديثنا إلى مواضيع دينية.
قال آدزاك: ’’أنا مفكر حُر‘‘، ’’لديّ أرائي الخاصة بشأن العالم.‘‘
قلتُ له: ”آه... نعم‘‘، ’’لقد سمعتُ بأن العديد من الشباب الماليزي يُعرَفون بأنهم من ذوي الفكر الحُر.‘‘
ضحك آدزاك. ”يجب أن نفكر لأنفسنا. هناك الكثير من التشويش. سيجعلك هذا التشويش تصاب بالجنون.“
سألته: ’’ولكن، ماذا يحدث عندما تعود إلى البيت؟‘‘ ’’العديد من الشباب هنا في ماليزيا يقولون بأنهم مفكرون أحرار؛ ولكن، عندما تكون في البيت، فمِن المتوقع أن تشارك في الطقوس الإسلامية أو البوذية. ماذا تقول لوالدَيك؟‘‘
أجاب آدزاك: ’’أنا لا أقول لهم شيئاً.‘‘ ’’أنا أساير ما يريدونه فقط. أستطيع التفكير بحرية؛ ولكن، يجب عليَّ أن أحتفظ به لنفسي.‘‘
هل الفكر الحر مهم؟
إن امتلاكك لمبدأ خاطئ في بعض الأنحاء من العالم يُمكن له أن يتسبب في نبذك من مجتمعك، أو طردك من وظيفتك، أو حتى قتلك. يمكن أن يكون تفكيرك لنفسك أمراً خطيراً. لكن، هل هو مهم؟
إن عالمنا مليءٌ بالأفكار الجيدة والأفكار السيئة.
إحدى الطرق المهمة في البدء بتنقية الأفكار الجيدة من الأفكار السيئة هي بالتفكير والحديث عنها. إذا اشتريت شيئاً باهضاً – مثل الذهب، أو الزعفران، أو الآيفون – فإنك لن تدفع ثمنه وتأخذه للبيت هكذا، دون أن تفحصه وتقارنه بمنتجات منافسة لأجل أن تكون متأكداً بأنك فعلاً تشتري الأفضل جودةً. يجب التعامل مع الأفكار بنفس الطريقة.
هناك الكثير من التشويش في العالم؛ ويزداد الأمر سوءاً حين يحاول الناس فرض أفكارهم المشوّشة على المجتمع. دعوني أخبركم عن نبوّة مهمة. في كتابٍ قديمٍ جداً اِسمه ’’سِفر رؤيا يوحنا اللاهوتي – إعلان يسوع المسيح‘‘، تتحدث النبوّة عن أناسٍ يحاولون فرض وجهات نظرهم الدينية المشوشة بقوة على الآخرين. تقول النبوّة: ’’سَقَطَتْ سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا.‘‘ (سِفر الرؤيا ٨:١٤)
هذه الكلمات الرمزية ليست صعبةً للفهم. لقد كانت بابل مدينة قديمة شهيرة، ولكن اسمها يعني ’’التشويش‘‘. هذه المدينة ’’سقطت‘‘ ليس لأنها مشوّشة، ولكن لأنها لا تريد رمي التشويش وراءها؛ فهي تغوي الأمم للانضمام إلى زناها الروحي – الزنى الروحي هو خيانة الله من خلال خلط الباطل بالحق في العبادة؛ إذ يتم تطبيع وقبول هذه الأفكار الخاطئة. تشير هذه النبوة حول ’’بابل‘‘ إلى كيان روحي عالمي لا يقوم فقط بتطبيع الخطأ الروحي، بل سيحاول أخيراً فرضه على الأشخاص الذين يتشبثون بالحق.
إن إعلان يسوع المسيح تنبأ بأن هذا الأمر سيحدث في أيامنا هذه. ربما رأيت حدوث هذا الأمر فعلاً. هل هناك أناس يُمثِّلون الله بأفكارٍ خاطئة؟ هل شَعَرَ ضميرك بعدم الارتياح؟
نعم، فالتفكير الحر هو مهم لهذا السبب.
كيف تُفكِّر لنفسِك
معظم الناس راضون باتباع دين مجتمعهم. فهُم لا يتمعّنون بمعتقداتهم. يتبعون تقاليد دينية لا معنى لها، أو تقاليد دينية تسبب ضرراً أكثر من نفع. حتى إن بعض قادة الدين – الذين من المفروض أنهم يُبيّنون لنا الطريق إلى الله – هم أنفسهم ممتلئون بالفساد.
كيف نستطيع العثور على الحق؟ أقترِحُ أن نثق بالأنبياء. لماذا؟ للأسباب الثلاثة التالية:
١. يُظهِر الأنبياء معرفة مُدهشة بشأن المستقبل. لقد تنبأ النبي دانيال بقيام أوروبا إلى موقعها التاريخي المتمثل في استعمار العالم. تنبأ يسوع المسيح – المعروف أيضاً باِسم عيسى المسيح – بخراب أورشليم في سنة ٧٠ ميلادية. تنبأ النبي موسى بخصوص تاريخ إسماعيل حتى نهاية الزمان.
٢. يُظهِر الأنبياء معرفة علمية مدهشة بشأن الصحة. شَرَحَ النبي موسى – الذي عاش قبل حوالي ٣٥٠٠ سنة – موضوع الحَجْر الصحي، والتخلص من مياه الصرف الصحي بطريقة صحية، ومبادئ التعقيم. لقد قسّم الخليقة الحيوانية إلى طاهرة ونجسة. وكذلك أوصانا بألا نتناول الدم والشحم حين نأكل اللحوم الطاهرة. حتى يومنا هذا، فإن الذين يتبعون قوانينه الغذائية والصحية يعيشون - والأعمار بيد الله بالطبع - ١٥ سنة أكثر من عامة السكان.
٣. يستجيب الله صلوات المؤمنين الذين يضعون ثقتهم فيه ويؤمنون بأنبيائه.
إن كتابات الأنبياء هي مليئة بالإرشاد؛ ولكن لأجل الاستفادة منها، يجب علينا أن نتعلم التفكير الناقد لكي نختبر مبادئنا ونتأكد من شهادة إيماننا. التفكير هو جزءٌ مهم من الديانة الحقّة.
والآن، ماذا يحدث عندما نتفحّص خطأً ما؟ قد يبدو صحيحاً في البداية. ولكن، بينما نبحث عن البرهان، فإننا نبدأ في رؤية مشاكل في الفكرة.
الحقيقة هي العكس تماماً، وهي لا تفقد شيئاً عندما يتمّ تفحّصها بدقّة. كلّما تفحّصنا أكثر، كلّما رأينا المزيد من الحقيقة.
يجب أن يكون المؤمنون أكثر الناس حكمةً في العالم، لأن الله يرشدنا في طريق الحكمة. إذا وجدت نفسك في موقفٍ لا يُسمح لك فيه بالتفكير بحرية أو بطرح أسئلة، فإذاً هذا الموقف هو ليس من الله. يدعونا الله للاستفسار الواعي، لأن الحقيقة قوية بما يكفي لتحمّل التحقق. لكن بابل تغريك لقبول الباطل، وتُبقيك هناك من خلال إغلاق باب المسعى الذهني.
إن كنت مشوش الذهن لدرجة أنك تشعر وكأنك في بابل، أخرج! تعال إلى طريق الحكمة الإلهي. فكِّر لنفسك، واطرح أسئلة قوية، ولن تشعر بخيبة الأمل.
الآيات مُقتبسة من الكتاب المقدس – المترجم من اللغات الأصلية – دار الكتاب المقدس بمصر – © ٢٠٠٧ جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر.
اِشترك للحصول على رسالتنا الإخبارية
كُن أول من يعلم حين تتوفر منشورات جديدة!

المنشورات المُميَّزة
© 2023 Sharing Hope Publications